بيلماون : بين الأصالة والتجديد في احتفالات الأمازيغ
1.
تعريف بيلماون
بوجلود، الذي يُعرف أيضًا باسم بيلماون أو بولبطاين في مناطق
مختلفة، هو تقليد شعبي أمازيغي يتم الاحتفال به سنويًا خلال فترة عيد الأضحى.
يُعرف هذا الاحتفال بأشكاله التنكرية واستخدام جلود الأضاحي، ويُعتبر جزءًا من
التراث الثقافي الأمازيغي.
عيد
الأضحى في المغرب يشهد احتفالات خاصة تُعرف بــ "بيلماون" في المناطق
الأمازيغية وسط البلاد. يختلف اسم هذا التقليد من مدينة إلى أخرى في المملكة، حيث
يُسمى في بعض الأماكن "بوجلود" وفي أماكن أخرى "بولبطاين" أو
"بيلماون". يتمثل هذا الطقس في قيام مجموعة من الشبان بارتداء جلود
الأضاحي والتجول في الشوارع، حاملين سيقان الأضحية في أيديهم.
2.
بداية الاحتفال
تبدأ
احتفالات "بيلماون" في القرى الأمازيغية في اليوم الثاني من عيد الأضحى
أو في الأيام القليلة التي تليه. تشتهر مدينة أكادير وبعض المدن الأخرى بتنظيم
كرنفالات استعراضية لهذه المناسبة.
يتميز
الاحتفال بهذا الطقس التقليدي بتنوعه بين المدن والقرى، حيث يقوم الشبان في القرى
الأمازيغية بجولات على المنازل برفقة سكان القرية، مصحوبين بأنغام خاصة يعزفها
شباب آخرون.
خلال هذه
الجولات، يُجمع التبرعات والصدقات من سكان البيوت، والتي تُعرض في مزاد علني. يتم
استخدام عائدات المزاد لتمويل مشاريع تهدف إلى تحسين وتطوير البنية التحتية
للقرية، مثل بناء المرافق العامة أو تعبيد الطرق.
3.
طقوس ثقافية أمازيغية
التوقيت
والمكان: يُنظم بوجلود عادةً
في الأيام التي تلي عيد الأضحى في قرى ومدن منطقة سوس ومناطق أخرى في المغرب. يُعد
الاحتفال حدثًا بارزًا في المنطقة ويجذب الكثير من الزوار.
الأزياء: يرتدي المشاركون في الاحتفالات أزياء تنكرية مصنوعة من جلود الماعز
والخراف. تشمل هذه الأزياء الأقنعة التي تُغطى بالجلود والقرون، ما يجعلها تبدو
مميزة وغريبة.
النشاطات: يتجول المشاركون في الشوارع حاملين سيقان الأنعام ويقومون بطرق الطبول
والأهازيج الشعبية. يُطلب من السكان تقديم المال أو الهدايا لهم، وفي بعض الأحيان
يهددون باستخدام سيقان الأنعام للحصول على ما يريدون.
الأصول
والتاريخ: يُعتقد أن تقليد
بوجلود له جذور عميقة تعود إلى فترة ما قبل الإسلام. كان يُحتفل به كطقس مرتبط
بالمعتقدات القديمة، ثم تطور ليصبح جزءًا من تقاليد عيد الأضحى بعد دخول الإسلام
إلى المنطقة.
يعد
"بوجلود" أو "بيلماون" تقليداً شعبيًا أمازيغياً يُقام سنويًا
في الأيام التي تلي عيد الأضحى، في قرى ومدن منطقة سوس وسط المغرب. خلال هذا
الاحتفال، يتنكر مجموعة من الشباب بأزياء وأقنعة غريبة مصنوعة أساساً من جلود
الماعز والخراف، ويتجولون على أنغام الطبول والأهازيج الشعبية، حاملين سيقان
الأنعام التي يستخدمونها لطلب المال أو الهدايا.
وكان طقس
"بوجلود"، الذي يُعتقد أن جذوره تعود إلى قرون ما قبل الإسلام، قد تطور
من مناسبة تقليدية محلية إلى مهرجان فني كبير في مدينة الدشيرة بأكادير. يُشارك في
هذا الكرنفال الآلاف من سكان المدينة والقرى المجاورة، ويبدأ من اليوم الثاني
للعيد ويستمر لمدة أسبوع.
كما شهدت
مظاهر الاحتفال تطورات ملحوظة، حيث انتقلت من ارتداء جلود الماعز والخراف ووضع
قرونها إلى أشكال فنية جديدة سواء في الملابس أو الأقنعة التنكرية. وقد جذب هذا
المهرجان اهتماماً ومتابعة متزايدة، مما أطلق نقاشات تتعلق بـ"الأزياء
والطقوس الوثنية" التي تُميز هذه الاحتفالات.
ختامًا،
يُعد تقليد بوجلود تجسيدًا حيًا للتراث الثقافي الأمازيغي، حيث يعكس مزيجًا
فريدًا من الأزياء التنكرية والطقوس الاحتفالية التي تعود إلى عصور ما قبل
الإسلام. هذا التقليد، الذي يستمر في جذب الانتباه والتفاعل بين الأجيال، يعكس
أهمية الحفاظ على التراث الثقافي المحلي مع التكيف مع التحولات الاجتماعية. من
خلال تحولاته الحديثة، أصبح بوجلود ليس فقط رمزًا للهوية الأمازيغية، بل أيضًا
مهرجانًا ثقافيًا يعزز التواصل بين المجتمعات ويعزز السياحة الثقافية. وبينما
يستمر النقاش حول أبعاد هذا التقليد وتأثيره على القيم الدينية والثقافية، فإن
بوجلود يظل مثالاً على كيف يمكن للتقاليد القديمة أن تتكيف وتزدهر في العصر
الحديث، مما يعكس روح الإبداع والتجدد في الحفاظ على الهوية الثقافية.